حياة تُمنح مرتين: ماذا يقول المتبرعون الأحياء بعد مرور السنوات؟

1 يونيو، 2025الرعاىة الصحية

حياة تُمنح مرتين: ماذا يقول المتبرعون الأحياء بعد مرور السنوات؟

1 يونيو، 2025
gratefulness.png

يُعدّ التبرع بأحد الأعضاء، مثل الكُلى أو جزء من الكبد، من أسمى صور العطاء الإنساني، وقرارًا نابعًا من ضمير حيّ وإرادة حرة. ورغم حساسيته، فإن التبرع من حيّ يُجرى بعد تقييمات طبية دقيقة تضمن سلامة المتبرع والمتلقي على حد سواء.

وقد يبدو قرار التبرع استثنائيًا في ظاهره، لكنه بالنسبة لكثير من المتبرعين، كان خيارًا طبيعيًا بدافع الحب أو المسؤولية أو حتى الإيمان بأن الحياة تستحق أن تُمنح مرتين: مرة نعيشها، ومرة نمنحها لغيرنا.

أثر لا يُنسى

تشير شهادات متبرعين بعد مرور سنوات على التبرع، إلى أن ما يجمع بينهم هو الشعور بالرضا والامتنان. فهم لا يرون أنفسهم مجرد منقذين لحياة مريض، بل مساهمين في إعادة الحياة بكل تفاصيلها إلى آخرين كانوا على حافتها.

ما قدمته لا يُقارن بما كسبته. لقد منحت جزءًا مني، لكنني اكتسبت شعورًا لا يُشترى بثمن.

استعادة التوازن

التعافي الجسدي – وإن تطلّب وقتًا ومتابعة – لا يُقارن بالشعور المعنوي العميق الذي يبقى مع المتبرع سنوات طويلة. فكل مناسبة أو خبر عن تحسن المتلقي، يُشعر المتبرع وكأنه كان جزءًا من معجزة.

رابطة لا تنقطع

بعض المتبرعين يصفون تجربتهم بأنها رابطة دائمة، سواء تعرّفوا على المتلقي أم لا. فعضو واحد حمل معه رسالة إنسانية تقول: في جسد الإنسان ما يكفي لينقذ جسدًا آخر.

مكاسب غير مادية

في دراسة منشورة في مجلة Clinical Transplantation، أشار أكثر من 90٪ من المتبرعين بالكُلى إلى أنهم سيقومون بالتبرع مرة أخرى لو عاد بهم الزمن. كثير منهم شعر بزيادة في الإيجابية والمعنى في حياتهم.

قصة من الواقع

تجربة واقعية: تقول “فاطمة”، 34 عامًا، التي تبرعت لشقيقتها بجزء من كبدها: “لم أشعر يومًا بالندم. بعد التبرع، شعرت أنني اقتربت أكثر من نفسي، ومن كل ما يعنيه الحب الحقيقي.”

ما بعد التبرع: متابعة واهتمام

يخضع المتبرعون لمتابعة طبية دورية تشمل فحوصات لوظائف الأعضاء والتغذية وأسلوب الحياة. ووفقًا للهيئات الطبية العالمية، يعيش معظم المتبرعين حياة طبيعية تمامًا بعد العملية، دون تأثيرات صحية طويلة الأمد.

دعوة للقدوة

رغم التحديات والمسؤولية، يؤكد كثير من المتبرعين أنهم – لو عاد بهم الزمن – سيكررون القرار دون تردد. فالتبرع لم يكن مجرد إجراء طبي، بل رسالة إنسانية خالدة.

إن قصص المتبرعين الأحياء تمثل نماذج يُحتذى بها في العطاء، وتؤكد أن ثقافة التبرع لا تُبنى فقط على القوانين، بل على القيم والضمير.

فهؤلاء لم يمنحوا عضوًا فحسب، بل أعادوا الحياة لمن كان على وشك فقدانها… ولا يزال أثر عطائهم حاضرًا، ينبض بالحياة.

 



نحن نهتم, صحتك أولويتنا





نحن نهتم, صحتك أولويتنا