“تعيش بكلية واحدة؟” إليك ما تحتاج معرفته لتبقى بصحة جيدة
هل يمكنني العيش بكلية واحدة؟
الإجابة الطبية الكاملة من د. محمد سعد القحطاني
تُعد الكليتان من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، حيث تقومان بوظائف دقيقة وأساسية، أبرزها تنقية الدم من السموم والفضلات، والمساعدة في تنظيم ضغط الدم، والحفاظ على توازن السوائل والمعادن، وإنتاج بعض الهرمونات المهمة. لكن يبرز سؤال يتكرر كثيرًا في العيادات والمجتمعات الصحية:
هل يمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية بكلية واحدة فقط؟
نعم، يمكن العيش بكلية واحدة
الإجابة العلمية والطبية المؤكدة هي: نعم، يستطيع الإنسان أن يعيش حياة كاملة بكلية واحدة، سواء كان قد وُلد بها، أو فقد الأخرى نتيجة حادث أو مرض، أو قرر التبرع بها لإنقاذ حياة شخص آخر.
تشير الدراسات الطبية إلى أن الكلية المتبقية تستطيع التكيف بسرعة، حيث تتضخم وتزيد قدرتها على تصفية الدم وتعويض غياب الكلية الأخرى. وفي معظم الحالات، لا يشعر الإنسان بأي أعراض تُذكر.
من هم الأشخاص الذين يعيشون بكلية واحدة؟
- المتبرعون بالكلى: من يقرر التبرع بكليته لشخص محتاج.
- المرضى الذين أُزيلت كليتهم جراحيًا: بسبب ورم، تلف، أو إصابة.
- الأشخاص المولودون بكلية واحدة: وهي حالة تُعرف باسم “الكلية الوحيدة الخلقية”.
كيف تتكيف الكلية المتبقية؟
عندما تُزال إحدى الكليتين، تبدأ الكلية المتبقية بتعويض عمل الأخرى، وتقوم بزيادة حجمها وقدرتها الوظيفية تدريجيًا. هذا التكيف البيولوجي يحدث في غضون أسابيع إلى أشهر، ويمكن أن يستمر لفترة طويلة دون مشكلات.
كيف أحافظ على صحتي بكلية واحدة؟
- المتابعة الطبية المنتظمة: إجراء تحاليل لوظائف الكلى وضغط الدم كل 6 إلى 12 شهرًا.
- نمط حياة صحي: الابتعاد عن التدخين، والمحافظة على وزن صحي.
- تغذية متوازنة: التقليل من الملح، البروتين الزائد، والدهون المشبعة.
- الإكثار من شرب الماء: للحفاظ على ترطيب الجسم وتعزيز وظائف الكلية.
- تجنب الأدوية المضرة بالكلى: مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) إلا تحت إشراف الطبيب.
- ممارسة الرياضة باعتدال: مع تجنب الأنشطة التي قد تعرّض الكلية لإصابة مباشرة.
ماذا عن الحمل عند النساء بكلية واحدة؟
يمكن للنساء العيش بكلية واحدة والحمل بشكل طبيعي، لكن يُفضل المتابعة الدقيقة أثناء فترة الحمل، إذ قد تكون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل.
“العيش بكلية واحدة ليس عائقًا أمام حياة طبيعية وصحية. التوعية والمتابعة الطبية المستمرة كفيلة بجعل الشخص يعيش بأمان تام. نحن نشجع التبرع بالأعضاء لأنه عمل إنساني نبيل، وقد أثبتت الدراسات أن المتبرعين بالكلى يتمتعون بصحة جيدة وطول عمر مشابه لغيرهم. فقط لا تنسَ أن تعتني بكليتك المتبقية كما تعتني بصحتك.”