عائلة تتحد في مواجهة السرطان: تبرع لا يعرف التردد
مع تزايد انتشار الأمراض المزمنة والتحديات الصحية التي تواجهها الأسر، تظهر قصص ملهمة تجسد معاني التضحية والوفاء. إحدى هذه القصص هي قصة عائلة واجهت اختبارًا قاسيًا عندما أصيبت الأم بورم سرطاني في الكبد. رغم صعوبة الموقف، كانت العائلة مثالًا حيًا للقوة والتكاتف، حيث كان الأمل والعطاء هما المفتاح لمواجهة هذا التحدي.
يقول الدكتور محمد سعد القحطاني، استشاري جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام – أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي: “بدأت القصة عندما تم تشخيص الأم بورم سرطاني في الكبد، وكان الورم يتزايد حجمه مع مرور الوقت. كنا في سباق مع الزمن، نحاول بشتى الطرق إيجاد متبرع مناسب، لكن الفرص كانت تضيق، وبدأنا نخشى أن يصل الورم لمرحلة تعيق إجراء عملية الزراعة”. ورغم المحاولات المتكررة للعثور على متبرع حي أو متوفى دماغيًا، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.
شقيقتان سعوديتان في #الدمام تتبرعان بالكبد لوالدتهما وتنهيان معاناتها مع المرض.. شاهد التفاصيل#السعودية
عبر:@aa91_s pic.twitter.com/4FvxS0BZHY— العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) November 22, 2023
في تلك اللحظة الحرجة، أظهرت العائلة شجاعة استثنائية. الابنتان الأصغر سناً، وبروح لا تعرف التردد، عرضتا التبرع بجزء من كبدهما لإنقاذ والدتهما. يتابع الدكتور القحطاني قائلاً: “على الرغم من التحديات الطبية وتعقيدات التوافق، إلا أن كل واحدة من الابنتين كانت مستعدة للتبرع دون تردد”. وبعد مراجعة متطلبات العملية، تبين أن كبد الابنة الثانية هو الخيار الأمثل، حيث كانت حالتها الصحية وحجم كبدها مناسبًا للزراعة.
بعد إجراء العملية بنجاح، كان المشهد مؤثرًا للغاية. يروي الدكتور القحطاني: “عند استيقاظ الابنتين من التخدير، لم تسأل أي منهما عن حالتها الشخصية. كان كل همهن الاطمئنان على بعضهن البعض وعلى صحة والدتهن”. كانت الفرحة التي غمرت العائلة لا توصف، حيث أن نجاح العملية لم يكن مجرد إنجاز طبي، بل تجسيدًا حقيقيًا للتضحية والوفاء.
هذه القصة هي رسالة قوية عن أهمية التبرع بالأعضاء، وما يمكن للعطاء أن يحققه من تغيير جذري في حياة الآخرين. في أصعب اللحظات، تظهر أروع معاني الإنسانية، وهذه العائلة وقفت معًا، بقلب واحد وروح واحدة، لتنتصر في معركتها ضد المرض.