في إطار جهوده المستمرة لتعزيز خدمات زراعة الأعضاء، ألقى الدكتور محمد القحطاني، رئيس مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي ـ أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي بالمنطقة الشرقيةـ كلمة سلط فيها الضوء على الإنجازات والنجاحات التي حققها المركز خلال الفترة الماضية. وقد أعرب القحطاني عن فخره بالدور الريادي الذي يلعبه المركز في مجال زراعة الأعضاء، مشيراً إلى الدعم الكبير الذي تلقاه من القيادة الرشيدة، والتي لم تدخر جهداً في توفير كافة المتطلبات اللازمة لتطوير المركز، من تجهيزات طبية حديثة وكوادر طبية مؤهلة. ويجسد هذا الدعم التزام المملكة بتعزيز قدرات قطاعها الصحي، حيث تصل نسبة السعوديين من الكوادر الطبية المؤهلة بالمركز إلى 85%.

وأوضح القحطاني أن المركز استطاع تأسيس عدة برامج متقدمة لمواكبة احتياجات المرضى. ومن بين هذه البرامج، برنامج زراعة الكبد المتبادلة الذي يسمح بتبادل المتبرعين الأحياء في حالة عدم التطابق سواء بفصيلة الدم أو التشريح الطبي أو حجم الجزء المراد زرعه. وقد أجرى المركز أول عملية من هذا النوع على مستوى المملكة في عام 2021، وتم حتى الآن زراعة 26 حالة ضمن هذا البرنامج.

كما أشار القحطاني إلى نجاح المركز في إجراء سلسلة من عمليات زراعة الكبد التتابعية “دومينو”، التي كانت الأولى من نوعها على مستوى المملكة، وكذلك سلسلة من عمليات زراعة الكلى التبادلية التي شملت من 2 إلى 7 زراعات في الدورة الواحدة، حيث تم إجراء أكثر من 80 حالة، منها 42 حالة خلال السنوات الأربع الأخيرة.

وإضافة إلى الإنجازات المحلية، أكد القحطاني أن المركز نفذ العديد من أوجه التعاون الدولي، حيث تم اختيار وزارة الصحة العمانية ممثلة في المستشفى السلطاني لفريق زراعة الكبد في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام للعمل على توطين زراعة الكبد. وقد أجرى الفريق سبع حالات حتى تاريخه، بما في ذلك أول زراعة كبد من متوفي دماغياً في سلطنة عمان، ولا يزال التعاون مستمراً.

كما كشف القحطاني عن حصول المركز على عدة مساهمات دولية في مجال زراعة الأعضاء، بما في ذلك رئاسة الجمعية العربية لزراعة الكبد، ورئاسة اللجنة السعودية لزراعة الكبد، ورئاسة الجمعية السعودية لأمراض الكلى للأطفال. ونجح المركز في تنظيم المؤتمر الدولي للجمعية العربية لزراعة الكبد في عام 2018، بحضور نخبة من خبراء العالم.

اختتم القحطاني كلمته بالتأكيد على أن ما تم ذكره يمثل جزءاً يسيراً من الخدمات التي يقدمها المركز طوال العام، معتبراً أن المرحلة المقبلة ستشهد تطبيق عدد من الاستراتيجيات الجديدة لتحقيق رؤية القيادة الحكيمة نحو التكامل والتعاون مع كافة الجهات المعنية لتحقيق هذه الطموحات على أرض الواقع.