مستشفى الملك فهد التخصصي يحقق سبقًا عالميًا بإجراء 26 عملية زراعة كبد تبادلية
نجح أطباء مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام – أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي بالمنطقة الشرقية – في تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق على مستوى العالم، بإتمام 26 عملية زراعة كبد تبادلية للمرضى المحتاجين خلال عامين فقط. يُعتبر هذا الإنجاز الأول من نوعه عالمياً، حيث بدأ المستشفى بتنفيذ هذه العمليات في مركز زراعة الأعضاء عام 2021 واستمر حتى 2023، مما يعزز مكانته كأحد الرواد في هذا المجال الطبي المعقد.
تفاصيل العملية التبادلية
في مقابلة أجرتها، مراسلة برنامج “أخبار السعودية”، مع الدكتورة رزان بدر، استشارية أمراض الجهاز الهضمي في المستشفى، أوضحت أن زراعة الكبد التبادلية تعتمد على تبادل الأعضاء بين المرضى في حال عدم تطابق الكبد مع المريض المباشر. حيث يتم تبادل المتبرعين بين مريضين مختلفين ليحصل كل منهما على كبد مناسب من متبرع آخر.
وأوضحت الدكتورة رزان قائلة: “هذه العملية تمثل حلاً مبتكراً لزيادة فرص التبرع بالكبد، خاصةً مع الاعتماد الكبير في المملكة على التبرعات من الأقارب والأحياء. هذه الطريقة تسمح لنا بزيادة عدد الأعضاء المتاحة وإنقاذ حياة مزيد من المرضى”.
توسيع نطاق التبرع
أحد أبرز الأمثلة التي ذكرتها د. رزان هو حالة طفل يبلغ من العمر سبعة أشهر، وزنه ستة كيلوجرامات، كان من بين المرضى الذين استفادوا من هذه السلسلة التبادلية. هذه العملية تُظهر قدرة الفريق الطبي على التعامل مع الحالات الحرجة والمعقدة بغض النظر عن العمر أو الوزن.
وعي المجتمع السعودي
تحدثت الدكتورة عن وعي المجتمع السعودي وثقافته العالية فيما يخص التبرع بالأعضاء. وأضافت: “المجتمع السعودي معروف بكرمه ووعيه، ومع تزايد الجهود الإعلامية والتثقيفية، نرى تحسناً مستمراً في استعداد الأسر للتبرع”. كما أشارت إلى موقف أحد أولياء الأمور الذي جاء إلى المستشفى مستعداً للدخول في سلسلة التبرع التبادلي إذا لم يتوافق كبد ابنه مع متلقيه.
مضاعفات طبيعية ونتائج إيجابية
وحول المضاعفات، أوضحت الدكتورة رزان أن المضاعفات المحتملة لا تختلف عن تلك التي تحدث في عمليات زراعة الكبد التقليدية. الفكرة الرئيسية هي فقط تبادل المتبرعين بين المرضى.
رأي الفريق الطبي
في ختام التقرير، أُشير إلى أن الفريق الطبي في مستشفى الملك فهد التخصصي يشعر بفخر كبير تجاه هذا الإنجاز، وأن هذه العمليات تمثل خطوة هامة في تطور المجال الطبي في المملكة. وأكدت أن مدة بقاء المرضى في المستشفى ليست طويلة، والجميع بحمد الله يتمتعون بصحة جيدة بعد العملية.
الخـــتـــام
إنجازات مستشفى الملك فهد التخصصي تستمر في إحداث فارق كبير في حياة المرضى، حيث يُثبت هذا الإنجاز أن متبرعاً واحداً يمكن أن ينقذ حياة أخرى ويعيد الأمل لعائلات بأكملها، ما يعزز الدور الريادي للمملكة في مجال زراعة الأعضاء.