د.محمد سعد القحطاني: “ريادة سعودية في زراعة الأعضاء وقصص نجاح ملهمة”
تعتبر المملكة العربية السعودية حاضنة للكفاءات الطبية الاستثنائية، ويأتي في طليعة هذه الكفاءات الدكتور محمد سعد القحطاني، مدير مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ـ أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي بالمنطقة الشرقية ـ في لقاء له في المستشفى عبر برنامج “يا هلا”، استعرض الدكتور النجاحات الكبيرة التي حققها المركز بفضل جهود فريقه الطبي، بما في ذلك استقبال وعلاج حالات مرضية من خارج المملكة تعذر علاجها في كبرى المستشفيات العالمية.
منذ أن تولى الدكتور محمد قيادة مركز زراعة الأعضاء في الدمام عام 2008، شهد المركز تقدمًا ملحوظًا. ووفقًا لما ذكره، “استقبلنا العديد من الحالات التي تعذر علاجها من مراكز عالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة. إحدى هذه الحالات كانت لمريض كويتي يعاني من أنيميا منجلية، وتم رفضه من عدة مراكز خارج السعودية، ولكن بفضل الله، نجحنا في إجراء عملية الزراعة هنا.”
إنجازات الدكتور القحطاني تتجاوز حدود المملكة، حيث تم تكليفه في يونيو 2021 برئاسة الجمعية العربية لأمراض وزراعة الكبد، وهو منصب يعكس حجم التطور الذي تشهده المملكة في هذا المجال. تأسست الجمعية في عام 2006، وتجمع خبراء من الدول العربية والعالمية، وتنظم مؤتمرًا كل سنتين لمناقشة أحدث التطورات في زراعة الكبد.
من القصص الإنسانية المؤثرة التي يرويها الدكتور القحطاني بفخر، قصة مريضة فقدت الأمل في العثور على متبرع مناسب لزراعة الكبد. بعد محاولات عدة، قررت السفر إلى الولايات المتحدة، ولكن بفضل جهود مركز الدمام، تم العثور على متبرع من دولة الإمارات تتطابق فصيلته مع المريضة. يقول: “عندما اتصلت بها لأخبرها، لم تصدق ما سمعت. كان المتبرع متوفى دماغيًا، وتمت مطابقة فصيلة الدم ، وأجرينا العملية التي تكللت بالنجاح.”
تُعزى هذه الإنجازات إلى الدعم المستمر من القيادة الرشيدة في المملكة، التي توفر كافة الإمكانات لدعم الكفاءات الوطنية في مجال زراعة الأعضاء. هذا الدعم يمكّن الأطباء السعوديين من الوصول إلى مستويات عالمية، ويضع المملكة في طليعة الدول الرائدة في هذا المجال.
تُعد قصة الدكتور محمد القحطاني وفريقه الطبي نموذجًا للإصرار والتفاني في خدمة الإنسان، وتبرز الدور الكبير الذي تلعبه المملكة في تعزيز وتطوير الرعاية الصحية على مستوى العالم.