زراعة الأعضاء في السعودية: خطوات رائدة نحو تحقيق رؤية 2030
تعد زراعة الأعضاء في المملكة العربية السعودية واحدة من أبرز المجالات الطبية التي شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وذلك تماشيًا مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الرعاية الصحية. من خلال المبادرات الحكومية الرائدة، مثل مبادرة التبرع بالأعضاء التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – أصبحت المملكة نموذجًا يحتذى به في مجال زراعة الأعضاء. هذه الجهود تسهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي، مما يعكس التزام المملكة بتوفير رعاية صحية متقدمة ومتكاملة لمواطنيها والمقيمين على أراضيه.
#صباح_السعودية | مبادرة #خادم_الحرمين_الشريفين وسمو #ولي_العهد في تخفيف الفشل العضوي النهائي.
د. محمد القحطاني – رئيس الجمعية العربية لزراعة الكبد.
— مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام (@KFSHDammam) June 10, 2021
في حديث الدكتور محمد سعد القحطاني، استشاري جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الأعضاء ورئيس مركز زراعة الأعضاء، في برنامج “صباح السعودية”، أوضح العديد من التفاصيل الهامة حول التقدم الكبير الذي تحققه المملكة العربية السعودية في مجال زراعة الأعضاء، وذلك في إطار مبادرات القيادة الحكيمة وتوجيهات رؤية 2030 التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز مستوى الرعاية الصحية.
كما أكد الدكتور أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله– للتسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء، تعد خطوة تاريخية ستغير حياة الكثيرين ممن يعانون من الفشل العضوي النهائي. وقد جاءت هذه المبادرة لتعزيز الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء، وفتح المجال أمام آلاف المرضى في قوائم الانتظار للحصول على فرص جديدة للحياة.
وأشار القحطاني إلى أن تفاعل أصحاب السمو الأمراء، الوزراء والمواطنين مع هذه المبادرة يعكس مستوى الوعي الكبير داخل المجتمع السعودي بأهمية المشاركة في هذه الجهود الإنسانية النبيلة، وهو ما يعتبر خطوة أساسية نحو تقليل عدد المرضى الذين ينتظرون بفارغ الصبر زراعة الأعضاء.
وفي حديثه عن الجمعية العربية لزراعة الكبد، أشار الدكتور القحطاني إلى أن هذه الجمعية، التي تأسست في عام 2006، تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون بين مراكز الزراعة في الدول العربية، كما توفر منصة علمية وطبية لتبادل الخبرات ومناقشة أحدث المستجدات في هذا المجال الحيوي. وقد نظمت الجمعية سبعة مؤتمرات طبية إقليمية منذ تأسيسها، كان آخرها في مدينة الخبر عام 2018.
وأوضح أن انتخابه رئيسًا للجمعية في عام 2018 يعكس التقدير الدولي للجهود التي تبذلها المملكة في مجال زراعة الأعضاء، وهو إنجاز يبرز الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة لتطوير هذا المجال الحيوي.
وتناول الدكتور القحطاني في حديثه الشروط اللازمة للتبرع بالأعضاء من الأحياء، مشيرًا إلى أهمية هذه الشروط لضمان سلامة المتبرع وصحة العملية. يشترط أن يتراوح عمر المتبرع بين 18 و55 عامًا، وأن يكون خاليًا من الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم. كما يخضع المتبرعون لفحوصات دقيقة تشمل تحليل الدم ووظائف الكبد والكلى، بالإضافة إلى فحوصات شعاعية متقدمة كأشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.
وأضاف أن هناك لجنة طبية مختصة تقوم بتقييم الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية للمتبرع قبل الموافقة النهائية على إجراء العملية، مما يضمن أن تكون العملية آمنة لكلا الطرفين، المتبرع والمريض.
وفي ختام حديثه، أكد أن المملكة العربية السعودية تواصل خطاها نحو الريادة في مجال زراعة الأعضاء، وذلك بفضل دعم حكومتنا الرشيدة ووعي المجتمع السعودي بأهمية هذا المجال. ومع تزايد التفاعل المجتمعي مع مبادرات التبرع بالأعضاء، تتجه المملكة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات الطبية، التي تسهم في إنقاذ حياة آلاف المرضى وتحسين مستوى جودة حياتهم.