مسيرة مركز زراعة الأعضاء: 10 سنوات من الإنجازات الطبية والابتكار

17 يناير، 2019
1-1200x800.jpg

الدكتور محمد القحطاني: مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي يحتفل بعشر سنوات من النجاح

أعرب الدكتور محمد سعد القحطاني، استشاري جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الأعضاء ومدير مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، عن سعادته بمرور عشر سنوات على إنشاء المركز، مؤكداً أن هذه الفترة كانت مليئة بالإنجازات التي ساهمت في تحسين حياة العديد من المرضى

 

بداية المسيرة: حلم تحول إلى حقيقة

“كانت البداية في عام 2008، حين تم اتخاذ الخطوات الأولى لتأسيس مركز زراعة الأعضاء بهدف تقديم الأمل لمرضى الفشل العضوي، سواء في الكبد أو الكلى أو البنكرياس. منذ تلك اللحظة، كانت لدينا رؤية واضحة: أن يكون هذا المركز منارة طبية رائدة تقدم خدمات زراعة الأعضاء وفقاً لأعلى المعايير الطبية العالمية”.

“بدأت التجهيزات لإعداد المركز من الناحية الطبية والفنية، مع التركيز على توفير الإمكانيات البشرية والتقنية التي تمكننا من إجراء عمليات زراعة الأعضاء بنجاح. في سبتمبر 2008، كان لنا الشرف أن ننجح في إجراء أول عملية زراعة كلى، تبعتها أول عملية زراعة كبد في نوفمبر 2009. كانت تلك البداية لحكاية طويلة من النجاحات المتواصلة التي جعلت مركزنا وجهةً رائدة في مجال زراعة الأعضاء”.

توسع المركز والنجاحات المتتالية

“مع مرور السنوات، شهد المركز نموًا ملحوظًا في عدد العمليات ونوعيتها. إلى يومنا هذا، قمنا بإجراء أكثر من 1400 عملية زراعة شملت الكبد والكلى والبنكرياس، مع التركيز على تقديم هذه الخدمات لجميع الفئات العمرية من الأطفال والكبار. كما قمنا بإجراء هذه العمليات سواء من متبرعين أحياء أو من الذين تم إعلان وفاتهم دماغيًا، مما ساهم في توفير حياة جديدة للعديد من المرضى الذين كانوا بحاجة ماسة لزراعة الأعضاء”.

“لم يكن النجاح مقتصرًا فقط على زيادة عدد العمليات، بل تعدى ذلك إلى تطوير نوعية الإجراءات الطبية التي يتم تنفيذها. على سبيل المثال، تمكنا من إجراء عمليات معقدة للغاية لا تجرى إلا في عدد قليل من مراكز زراعة الأعضاء العالمية. ومن أبرز هذه العمليات، التي تُعد إنجازًا كبيرًا، هو نجاحنا في إجراء أول عملية زراعة كبد تتابعية قبل أكثر من عامين. هذه العمليات تبرز مدى التقدم الذي حققه المركز، وقد تم تكريم الفريق الطبي والمستشفى من قبل سمو الأمير سعود بن نايف، في لفتة تعكس تقدير القيادة السعودية للجهود الطبية التي يبذلها الفريق”.

دعم القيادة والنهضة الصحية في المملكة

“إن ما حققه المركز لم يكن ليتم لولا الدعم اللا محدود من القيادة السعودية، التي لم تدخر جهدًا في توفير كل ما يلزم لتحفيز وتطوير القطاع الصحي. هذا الدعم جزء من رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في المجال الطبي، وتقديم الرعاية الصحية بأعلى مستوياتها”.

“إن التبرع بالأعضاء، سواء من المتبرعين الأحياء أو المتوفين دماغيًا، قد أصبح جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية، ويعكس وعي المجتمع السعودي بأهمية هذا النوع من التبرعات الإنسانية التي تسهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى”.

المستقبل: نحو المزيد من التقدم والابتكار

“عندما ننظر إلى المستقبل، نرى أن هذا العقد من الإنجازات هو مجرد بداية لمسيرة طويلة من الابتكار والتطوير. لدينا طموحات كبيرة لتوسيع نطاق الخدمات التي يقدمها مركز زراعة الأعضاء، وتطوير تقنيات جديدة تسهم في تحسين جودة الحياة للمرضى”.

نحن نعمل على تعزيز التعاون مع المراكز الطبية العالمية، وتبادل الخبرات مع الخبراء في هذا المجال، بهدف الوصول إلى مستويات جديدة من التميز. كما نركز على البحوث العلمية والتدريب المستمر للفريق الطبي، لضمان مواكبة أحدث التطورات في مجال زراعة الأعضاء”.

“في الختام، فإن الاحتفال بمرور عشر سنوات على إنشاء مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ليس مجرد احتفاء بإنجازات الماضي، بل هو حافز لنا للاستمرار في تقديم الأفضل. نحن ملتزمون بمواصلة رحلتنا في خدمة المرضى وتحقيق المزيد من النجاحات التي تضع المملكة في مقدمة الدول الرائدة في هذا المجال الحيوي”.

كلمة شكر

“الشكر والتقدير لكل من ساهم في دعم هذا البرنامج، سواء من الكوادر الطبية أو من القيادة الحكيمة، والشكر لكل متبرع ساهم في إنقاذ حياة الآخرين. بتكاتف الجميع، نواصل السير نحو مستقبل أكثر إشراقًا في مجال زراعة الأعضاء”.



نحن نهتم, صحتك أولويتنا





نحن نهتم, صحتك أولويتنا