التبرع بالأعضاء في الخليج: جهود سعودية بحرينية رائدة لبناء مستقبل صحي واعد

8 مايو، 2017
-1200x800.jpg

التبرع بالأعضاء في دول الخليج: خطوة نحو حياة جديدة

التبرع بالأعضاء بعد الوفاة هو من أعظم الأعمال الإنسانية التي يمكن أن يقدّمها الفرد لمجتمعه، فهي تعكس روح التكافل الاجتماعي والتراحم بين الناس، بغض النظر عن أعراقهم أو أصولهم. وفي هذا السياق، نظمت الجمعية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء “إيثار” بالتعاون مع لجنة الشفاعة الحسنة البحرينية “منتدى الشفاعة الحسنة البحرينية”، تحت رعاية الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله بن خالد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة. المنتدى، الذي أُقيم في 8 مايو2017، جاء كجزء من سلسلة برامج تهدف إلى تشجيع التبرع بالأعضاء على مستوى دول الخليج.

الجهود الرامية لتنشيط التبرع بالأعضاء

يُعد الدكتور محمد سعد القحطاني، استشاري جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الأعضاء الرئيس التنفيذي لمركز زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ـ أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي بالمنطقة الشرقية ـ أبرز الداعمين لهذا المشروع، ويعتبر من مؤسسي لجنة الشفاعة الحسنة البحرينية. يسعى د.القحطاني، بالتعاون مع الجمعية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء، إلى إزالة المعوقات القانونية التي تحول دون الاستفادة الكاملة من نقل الأعضاء من المتوفين دماغيًا، إذ يُعتبر التبرع بالأعضاء من هذه الحالات أحد الحلول الحيوية لعلاج العديد من الأمراض مثل الفشل الكلوي والفشل الكبدي وغيرها

في كلمته خلال المنتدى، شدّد الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله على أهمية مواصلة العمل لإزالة العقبات القانونية التي تحول دون الاستفادة الكاملة من المتوفين دماغيًا في عمليات نقل الأعضاء، مؤكداً أن هذه الجهود تعكس قيم الرحمة والتواصل الاجتماعي التي تجعل المجتمع أكثر تماسكًا وتآزرًا

إحصاءات ونجاحات

بحسب الإحصاءات الصادرة عن المركز السعودي لزراعة الأعضاء، فقد بلغ عدد المتبرعين المتوفين دماغيًا منذ عام 1984 أكثر من 18 ألف حالة شملت عمليات نقل للكلى والكبد والبنكرياس والرئة. ويأتي هذا النجاح تتويجًا لجهود طويلة بدأت منذ صدور قرار هيئة كبار العلماء في المملكة بجواز نقل الأعضاء في عام 1982، وما تلاه من إنشاء المركز الوطني للكلى في الرياض والذي تطور ليصبح اليوم المركز السعودي لزراعة الأعضاء.
فيما كشف الدكتور القحطاني أن عدد المصابين بالفشل العضوي النهائي في المملكة العربية السعودية بلغ حوالي 18 ألف مريض حتى نهاية 2016، وأن جهود المركز تركز على التواصل مع المستشفيات ومراكز العناية المركزة للتعرف على حالات الوفاة الدماغية ومقابلة ذوي المتوفين للحصول على الموافقات اللازمة لاستئصال الأعضاء.

نحو مستقبل واعد

التبرع بالأعضاء في دول الخليج، وخاصةً في البحرين والسعودية، يُعد خطوة حيوية لتعزيز الرعاية الصحية وتوفير علاج فعال للمرضى الذين هم بأمسّ الحاجة إلى زراعة أعضاء. وقد أُجريت أكثر من 118 عملية زراعة أعضاء في البحرين حتى عام 2012، في ظل إشراف مباشر من الدكتور أحمد سالم العريض، استشاري الأمراض الباطنية والكلى وزراعتها. وبتعاون الجهود الخليجية، يمثل برنامج تبادل الأعضاء بين دول مجلس التعاون الخليجي ركيزة أساسية لعلاج المرضى من خلال تبادل الأعضاء بين الدول، حيث تم الاستفادة من 269 عضوًا منذ بدء البرنامج في عام 1996.

في ختام المنتدى، عبّر الدكتور القحطاني عن أمله في أن يتمكن الخليج من توسيع دائرة المتبرعين بالأعضاء، مشيرًا إلى أن الدعم الكبير من الجهات الحكومية والخيرية سيسهم في زيادة عمليات الزراعة، وإعطاء الأمل لآلاف المرضى الذين ينتظرون فرصة لحياة جديدة.



نحن نهتم, صحتك أولويتنا





نحن نهتم, صحتك أولويتنا